قصص

قرية الشيخ سمعان

قرية الشيخ سمعان
تأتى أحدي السيدات إلى منزل العمدة ليلا وتطلب مقابلته، وهي تبكي وتصرخ: الحقنى يا عمده الحقنى وهدان جوزي اختفى.
العمدة: اختفى! اختفى أزاي يعنى؟
خرج الصبح بعد الفجر سحب الجاموسة والحمار وراح الأرض.
ولما أتأخر و مرجعش لحد المغرب والا رجع يتغدا رحتلو الأرض
اطمأن عليه لقيت الجاموسة والحمار فى الارض لوحدهم
وهو مش موجود.
العمدة: ما يمكن راح مشوار والا حاجه، هو كل واحد يتأخر شويا يبقى اتخطف
الست: مشوار ايه ده إلى يسيب جاموسته وحماره لوحدهم في الارض ويمشي؟
والساعة دلوقت عدت عشره باليل وهو لاحس ولا خبر، مليش دعوه يا عمده انا عاوزة جوزي، طلع الغفر يدوروا عليه،
يستدعى العمدة شيخ الغفر ويطلب منه البحث عن زوجها، ليبدئ البحث في القرية حتى وجدو ملابسه بالكامل بها بطاقته الشخصية بجوار شاطئ النيل حتى ملابسه الداخلية موجودة، وهو لا أثر له.
سارع شيخ الغفر إلى العمدة ليخبره أنه وجد ملابس وهدان بجوار شاطئ النيل.
شيخ الغفر بصوت عالي، أثناء وجود زوجة وهدان وبعض أهالي القرية في فناء منزل العمدة: يا حضرة العمدة يا حضرة العمدة.
العمدة: مالك يا شيخ الغفر لقيتو وهدان؟
شيخ الغفر: لا بس لقينا هدوموا وبطاقته مرميين جنب شاطئ النيل الى في غرب البلد في المنطقة المهجورة.
العمدة: طيب ووهدان.
شيخ الغفر: ولا حس ولا خبر يا عمدة، ده حتى ولا مؤاخذه يعنى لقينا ملابسه الداخلية مرمية.
العمدة: انت بتقول لقيت ملابسه الداخلية! معقولا تكون رجعت تانى؟
إحدى كبار السن الموجودين: هي مين دي الى رجعت، تقصد الجنيه الى بتخطف الرجالة؟
العمدة: مانت عارف يا حاج اسماعيل أن ده أسلوبها لو فى راجل عجبها بتسحبه لحد شاطئ النيل و تاخده من غير هدوم خالص وقدام سابت هدوموا ولبسه الداخلي يبقى هي مفيش كلام تانى.
كل ذلك وزوجة وهدان تبكي وتصرخ: يعنى الجنيه ملقتش غير جوزي و تاخده؟
ليلتف أهالي البلد حولها في محاوله منهم للتخفيف عنها وتعزيتها في زوجها
أنتم بتعذونى في مين! لا جوزي عايش جوزي ما متش.
العمدة: قدرك وقدره يا بنتي روحي انتى دلوقت وانا هبلغ المركز واعمل محضر رسمي عشان يبعتولنا غواصين يدوروا على الجثة.
يقاطعه شيخ الغفر في الكلام: جثة ايه بس يا حضرة العمدة هي الى الجنيه بتاخده بيظهره جثة، دى بتاخده معاها تحت الأرض.
العمدة: اهو نعمل إلى علينا وخلاص.
صباح اليوم التالي لاختفاء وهدان، أثناء ري الفلاحين أراضيهم الزراعية من الترعة يظهر لهم طبقه من الدم على سطح مياه الترعة، ويخرج عليهم من وسط الزرع عدد كبير من الحيات كبيرة الحجم، مما تسبب في حاله من الذعر بين الأهالي، يسرع الفلاحين تاركين الأرض والري ذاهبين الى منزل العمدة في حاله من الزعر: يا حضرة العمدة الحقنا يا حضرة العمدة.
يخرج عليهم العمدة من شرفة غرفته يرتدى عباءته: في ايه تانى ايه الهوجا دي يا غفير أنت وهو حد اختفى تانى؟
أحد الفلاحين: الترعة يا عمدة فيها دم والثعابين مليه البلد.
العمدة: دم ايه وثعابين ايه يا ولا انت وهو؟
شيخ الغفر: ايوه يا عمدة الثعابين ماليه البلد وفى بقعة دم كبيره على مياه الترعة.
العمدة: لا دي حكاية كبيره ومايتسكتش عليها.
شيخ الغفر: هنعمل ايه يا عمده البلد كلها خايفه، والفلاحين خايفين ينزلوا الأرض.
العمدة: مفيش غيروا الشيخ أيوب هو الى يفهمنا في ايه، يا شيخ الغفر ابعت حد من الغفر بعربيتي يجبلنا الشيخ أيوب من كفر بطاطا الى جنبنا و مايرجعش من غيروه.
شيخ الغفر: خد يا واد يا سليمان عربية العمدة وجرى على الشيخ أيوب مترجعش من غيره.
العمدة موجها كلامه للأهالي الموجودين في فناء منزله: وأنتم روحوا شوفوا أشغالكم وأرضكم ملهاش لزمه قعدتكم هنا دي.
يرد عليه الفلاحين في وقت واحد وبصوت يملئوا الخوف: مش مشين الا لما الشيخ أيوب يجى ويعرفنا نعمل ايه.
العمدة: انا عايز مصلحتكم بس عنكم ما مشيتو هو أنتم قاعدين على راسي، ويدخل منزله ويغلق بابه تاركا الأهالي بالخارج.
أثناء انتظار الأهالي بالخارج يأتي أحد الغفر مسرعا بصوت عالي: يا حضرة العمدة الحقنا يا حضرة العمدة.
ينظر اليه الأهالي في خوف مترقبين ماذا حدث، يخرج عليهم العمدة: ايه يا نصيبه انت حصل ايه تأنى؟
الجنيه يا حضرة العمدة خطفت تلاته مره واحده.
يشتعل المكان بصريخ النساء، تحضن كل واحده منهم اطفالها في حضنها، المكان في حالة هياج.
العمدة: كلام ايه الفارغ الى انت بتقوله ده يا ولا؟
لقينا تلات جلاليب مرميين على شط النيل و بطايق اصحبها فيها.
العمدة: وخطفت مين المرة دي كمان؟
الغفير: الواد سيد بن الحاج إسماعيل، والواد سليمان واخوه على ولاد الحاج عمر
تصل سيارة العمدة وبها الشيخ أيوب وبمجرد دخول الشيخ أيوب عليهم يصرخ الأهالي: الحقنا يا شيخ أيوب الحقنا.
الشيخ أيوب: ايه جره ايه مالكم بس؟
الجنيه خطفت أربع رجاله لحد دلوقت، والثعابين ملت البلد.
الشيخ أيوب: قدام أنا وصلة البلد متخفوش مفيش حاجه هتحصل تانى متخفوش.
العمدة: مرحب يا شيخ أيوب تعالى ادخل لما نشوف هنعمل ايه في النصيبة الى البد فيها دي.
يدخل الشيخ أيوب مع العمدة ويغلق الباب: ايه يا شيخ أيوب ايه رأيك عملة كل الى انت قلت عليه خطفت لك الأربع رجاله الى انت محتاجهم اهو عشان تقدمهم قربان على بوابة المقبرة الفرعونية على الله تفتح بعد ده كله وفى نفس الوقت اهل البلد والبلاد الى حوالينا هتتكلم على بركات الشيخ أيوب الى جي البلد وخرج منها الجن وأنقذ أهل البلد.
الشيخ أيوب مبتسما: الله ينور عليك يا عمده، بس ايه حكاية لبس الرجالة الى الجنيه بتسيبه جنب شاطئ النيل ده.
العمدة ضاحكا: شفتها في فيلم هندي وعجبتني كانت الجنيه بتخطف الرجالة وتسيب هدومهم بردوا هههههههه.
الشيخ أيوب: الأربع رجاله فين دلوقت؟
العمدة: انا حبسهم في البيت القديم الى المقبرة تحته عشان تروح تذبحهم بالطريقة الى انت عايزها وتشوف هتقدمهم قربان أزاي.
بس عارف لو بعد كل ده متفتحتش المقبرة والا طلعت فاضيه انا هدبحك وأكلك للكلاب ياشيخ قرد انت.
يخرج الشيخ أيوب الى الأهالي بالخارج: متخفوش خلاص انا حضرت الجنيه وعرفنا طلباتها والعمدة الله يبارك في ويخلى ليكم وعدني انه هيتكفل بكل طلباتها، ادعولوا لولا مكنتش سابت راجل في البلد الى لما خدتوا معاها تحت الارض.
أهالي البلد: يعنى خلاص مش هتاخد حد مننا تانى:
الشيخ أيوب: متخفوش انا راضيتها وهي انصرفت خلاص، يلا كل واحد على شغله والا على بيته.
بعد انصراف الأهالي يخرج العمدة والشيخ أيوب من الباب الخلفي للمنزل متخفين متجهين الى مكان المقبرة ليجدو أربع رجال بلا ملابس مكبلين الأيدي من خلف، مغلق فمهم بشريط لاصق، في حراسة رجلين مسلحين.
يتجه شيخ أيوب الى مكان بوابة المقبرة ويبدئ في رسم شكل يشبه رأس الماعز بقرنين كبيرين ويأتي بالأربع رجال يضع في كل جانب من جوانب الرسمة أحدهم ملقى على الأرض، يشعل بعض الفحم في وسط الرسمة ويضع به بعض من البخور ويبدئ في تمتمت بعض التعويذ الغير مفهومه.
أثناء تمتمت أيوب لتعويذه نرى الأربع رجال تتجه أنظارهم إلى أعلى بالتدريج حتى خرجت روحهم.
هنا بدء أيوب في التهليل: مبروك يا عمدة قدام ماتوا يبقى خدام المقبرة قبلوهم، ابدؤ حفر دلوقت من غير خوف والبوابة هتفتح.
يبدئ رجلين من رجال العمدة في الحفر الى أن وجدو بوابه من الجرانيت
امامهم وبالفعل وجدو الكنز المزعوم.
أخرج العمدة هاتفه من جيبه ليتصل بأحد الأشخاص: الو ايوه يا دكتور الحمد لله فتحنا المقبرة، ايه هصورها وابعتهالك على الواتس حاضر.
يبدئ العمدة في تصوير محتويات المقبرة وإرسالها الى الدكتور وقبل أن تمر ساعة تصل سيارة إلى مكان المقبرة محمله بحقائب مملوءة بالمال ويتسلموا محتويات المقبرة ويسلموا العمدة الحقائب.
يسأل أيوب العمدة أثناء حمله نصيبه من النقود: هو مين الدكتور الى كلمته ده يا عمدة؟
العمدة: انت مش خد فلوسك؟
أيوب: اه.
العمدة: يبقى خليك في حالك.
يأخذ العمدة أمواله في حقائب مليئة بالدولارات وتوجه بها الى المقابر وحده.
يوجد شابان بالمقابر يتعاطوا المخدرات يشاهدان العمدة قادم حاملا بيده بعض الحقائب، ليسارعوا بالاختفاء حتى لا يراهم العمدة، ويرا يفتح باب أحد المقابر الخالية وينزل بها حاملا حقائبه وخارج منها بدون الحقائب وقام بأغلاق باب المقبرة بالقفل وانصرف.
بعد انصراف العمدة ذهبا مسرعان الى المقبرة وقاما بكسر القفل وفتحها ليرا ماذا اخفى العمدة ليجدا حقائب ملئه بالدولارات ويأخذوها هاربين من البلد.
في اليوم التالي يمر العمدة ليطمئن أن المقبرة مغلقه وعندما رآها مفتوحة دخل مسرعا ليجد أن أمواله اختفت ليخرج مثل المجنون وبمجرد خروجه يسقط على الأرض مغشيا عليه ليظل في العناية المركزة لمدة أسبوع حتى توفه حزنا على أمواله.
تمت

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

حارة عبد الكريم (كامله)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى